(2) كتاب صنع في الصين "وسع دائرة المنافسة "
لم يكن إعجابي بالأسواق الناشئة والصين بشكل خاص من فراغ فقد كانت مسرحاً عظيماً لنجاحات قامت على يد افراد في بلد يعج بالرأسمالية وضياع الشباب في قوانين متغيرة على مر سنوات الحكم في الصين حتى استقر الحال وبدأت الحكومة في السماح بقيام الشركات الخاصة.
سنتطرق في هذا المقال عن توسيع دائرة المنافسة والتي ستكون شركة ليجند محور الحديث والتي هي حالياً شركة لينوفو
الحوار طويل عن قصة نجاح لينوفو ولكن سأذكر أهم ما جذبني في الكتاب عن سر النجاح الرئيسي لأي مؤسسة في بيئة متغيرة وغير مستقرة.
تبدأ الأحداث عند دخول شركة ليجند للصين في سوق بدأت تسيطر عليها المنتجات المستوردة حصل ذلك عندما وقعت الحكومة الصينية اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة حيث خفضت التعريفات الجمركية بشدة كان هذا في أوائل عام 1994 ساءت الأمور كثيراً في شركة ليجند ولكنها لم تستسلم لخساراتها أمام الحواسيب المستوردة وقامت بالعديد من الأمور.
- تعيين مدير عام شاب كفوء وتسليمه سير العمل قام بربط العلاوت والمكافآت التي تُمنح للمديرين بمستوى أداء الوحدة في العمل بغرض تنظيم الحوافز وزيادة تنسيق الوحدات.
- متنوا العلاقات مع التجار.
- حسنوا من جودة المنتج.
- زادت من الفروقات بين سعر الشراء والبيع.
- دعمت احتياطاتها من المال عن طريق إصدار أولي لأسهمها في سوق هونغ كونغ لتجمع 27مليون دولار.
اقتنصت الشركة الفرصة الذهبية بدايات عام 1996 وكانت قد نجت مما يهدد مصيرها واتخذت لنفسها موقعاً لكي تنمو وتتطور بعد أن أصبح كبار الموظفين فيها متمرسين والآن حان الوقت لرفع حصتها السوقية. درست الشركة أوضاع منافسيها وأدركت أنهم "نمور من ورق" حيث كانت تبيع للمؤسسات والمنشات التجارية والصناعية المملوكة للدولة أو للمؤسسات الأخرى ولكنها لم تكن أبداً مناسبة بالنسبة للمستهليكن العاديين.
كما أن الشركات الغربية كانت تنظر للسوق الصينية على أنها نفايات التقنية فترسل للأسواق منتجاتها بعد وقت متأخر جداً يعني عند ظهور منتج جديد في أمريكا يتم إظهاره وإعلانه في الصين بشكل متأخر جداً.
هنا رأى كبار الموظفين في ليجند فرصة التحول من إنتل 486 إلى رقاقات بنتبوم فرصة ذهبية للتقدم حيث كانت الشركات مثل كومباك وآي بي إم يطلقون هذا المنتج في الولايات المتحدة وأوروبا فقط دون إطلاقها في الصين!
سارعت الشركة في إنتاج الأجهزة وبيعها في الأسواق الصينية باكراً قبل المنافسين وبأسعار مناسبة ما جعلها تكسب مستخدمين دائمين لها وعملت على عمل تخفضيات أيضاً لتحقيق التوسع الذي تتطلع إليه، وفي الربع الأخير من عام 1996 استطاعت الشركة أن ترفع من حصتها وتتقدم على شركة آي بي إم ما جعله انجازاً جذب وسائل الإعلام في الصين.
الخلاصة هنا تتم في دراسة أسباب نجاح المؤسسة والحديث عن دورة سيب وهي بديلة لعملية التخطيط الاستراتيجية التنظيمية التي تقوم بها الشركات على أساس سنوي وهي الدائرة الإدارية التي تتطبق بشكل كبير وربما تكون هي الوحيدة التي نعرف عنها ولكن دورة سيب مختلفة في أنها لا ترتبط بتاريخ ولا بفترات معينة وإنما متغيرة تتناسب مع الأسواق التي لا يمكن التنبؤ بأوضاعها وتساعد المؤسسات على اغتنام الفرص أو التخلص من التهديدات.
ما هي دورة سيب ومن أين بدأت؟
تعتمد دورة سيب على نموذج مرتبط بالنظرية الحربية وهي حلقة أوودا "OODA loop" (راقب - توجه - قرر - تحرك) وهو إطار عمل استراتيجي يُستخدم لاتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة، وقد تم تطويره بواسطة العقيد في القوات الجوية الأمريكية جون بويد. يتكون النموذج من أربع مراحل أساسية تساعد الأفراد أو الفرق على تحليل المواقف واتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة في البيئات الديناميكية والمعقدة. هذه المراحل هي:
- الملاحظة (Observe): في هذه المرحلة، يتم جمع المعلومات والبيانات من البيئة المحيطة. الهدف هو فهم الوضع الحالي من خلال مراقبة كل العوامل ذات الصلة.
- التوجيه (Orient): بعد جمع المعلومات، يتم تفسيرها وفقًا للسياق الشخصي أو الثقافي أو البيئي. هذه المرحلة تتعلق بمعالجة البيانات وتحديد ما تعنيه بالنسبة للقرار الذي يجب اتخاذه.
- القرار (Decide): بناءً على المعلومات التي تمت معالجتها، يتم اتخاذ قرار حول الخطوة التالية التي يجب تنفيذها.
- التنفيذ (Act): يتم تنفيذ القرار المتخذ وتطبيقه في البيئة الفعلية، مما يؤدي إلى بدء دورة جديدة من OODA loop حيث يتم ملاحظة تأثير القرار ومن ثم تكرار الدورة.
تتناول دورة SAPE، المذكورة في كتاب صنع في الصين، أربعة مراحل أساسية: الإحساس، التوقع، تحديد الأولويات، والتنفيذ. يستخدمها رواد الأعمال الصينيون للتفاعل بسرعة مع البيئات التجارية المتغيرة. بدلاً من التخطيط التقليدي طويل الأجل، تركز الدورة على الإحساس السريع بالتغيرات، وتوقع التأثيرات، وتحديد الأولويات، وتنفيذ الاستراتيجيات بسرعة وكفاءة. هذه العملية التكرارية تمنح الشركات ميزة تنافسية من خلال التكيف بسرعة أكبر من المنافسين، أما ما تقوم به الشركات في البيئات المستقرة من عملية التخطيط الاستراتيجي فهي تشتمل على ثلاث خطوات: التنبؤ - التخطيط- التنفيذ وهي علميات تقوم على أساس سنوي والذي لا يمكن للأسواق الغير مستقرة اعتماده بسبب التغير المستمر في أوضاع السوق خلال العام ككل.
أخيراً، مع انعدام الاستقرار في الأسواق والدول خلال السنوات الماضية وارتفاع النسب في التضخم وانخفاض أسعار العملات والكوارث التي تحصل على الشركات أن تتبنى الاستراتيجات التي تساعدها على التأقلم والذي هو الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه أي شركة ويتضمن ذلك قبل أي شي وجود افراد أكفاء يقومون بنقل الشركة من التهديد واغتنام الفرصة وإعطائهم المميزات التي تجعلهم يتشبثون بالشركة وكأنها ملك لهم وإعطائهم الصلاحيات في توجيه أفكارهم وتبني الجديد منها.
للمعرفة المزيد من التفاصيل عن دورة سيب يمكن قراءة الكتاب من صفحة 157.